لك القوة والمجد و البركة و العزة إلي الآبد آمين … بهذه التسبحة نرتل للمسيح طول أسبوع الآلام . ونحن نتبعه في كل تنقلاته ، و في كل حالاته . نقولها بدلاً من صلوات الأجبية ، في الخمس صلوات النهارية ، و في الخمس صلوات المسائية ، و نرددها 12 مرة في كل صلاة بدلاً من المزامير ال 12 التي تشملها كل صلاة من صلوات الأجبية .. يترك المسيح أورشليم و يذهب إلي بيت عنيا ، فتتبعه إلي هناك قائلين له لك القوة و المجد و البركة و العزة )).. و يتضايق منه الكهنة لتطهير الهيكل ، فيقول له (( بأي سلطان تفعل هذا ؟ )) أما نحن فنقول ((لك القوة و المجد و البركة و العزة … يا عمانوئيل ألهنا و
ملكنا )) .. يتآمرون عليه كيف يقتلونه أما نحن فنحتج علي مؤامراتهم قائلين له ( لك القوة و المجد و البركة و العزة إلي الآبد آمين )) . ينحني السيد الرب في أتضاعه ليغسل أرجل التلاميذ ، و نهتف له نحن قائلين لك القوة و المجد و البركة و العزة )) . ويصلي في بستان جثسيمان في صراع حتي ينزل عرقة كقطرات الدم . و نصرخ نحن (( لك القوة و المجد )) .. هكذا نسير معه هاتفين بهذه التسبحة ، عندما يقبض عليه ، و عندما يحاكم أمام أعدائه ، و عندما يكلل بالشوك . وعندما يجلد و عندما يقع تحت الصليب ، وعندما يسمر بالمسامير ، وعندما يسلم الروح في يد الآب ، و
عندما يدخل باللص اليمين إلي الفردوس قائلين في كل وقت لك القوة والمجد والبركة و العزة إلي الآبد أمين . لك القوة أول ما نسبح به السيد المسيح في هذا الأسبوع هو أن له القوة . نعم يارب لك القوة . أنت الذي قال عنك بولس الرسول انك قوة الله (( 1كو 1 : 24)). هؤلاء يظنونك ضعيفاً علي الصليب . أما نحن فنعلم من أنت . أول شئ نعلمه عن قوتك ، هو. أنه لك القوة كخالق ( كل شئ به كان و بغيرة لم يكن شئ مما كان ) ( يو1: 3). لك القوة كديان يأتي علي سحاب السماء و يدين الأحياء و الأموات . نعم أن هذا المصلوب الذي يبدو ضعيفاً أمامهم ، لو أنهم تأملوه في كل الأيام التي قضاها بينهم علي الأرض ، لرأوه قويا في كل شئ كان قويا فى معجزاتة أنت يارب القوي الوحيد الذي انتصر علي الخطية و العالم و
الشيطان . كل البشر كانوا ضعفاء أمام الخطية إذ (( طرحت كثيرين جرحي . وكل قتلاها أقوياء )) ( أم 7: 26)) و لذلك قال الكتاب (( الكل قد زاغوا معاً ، فسدوا ليس من يعلم صلاحاً ، ليس ولا واحد )) ( مز14 : 3)) أما أنت يارب ، فأنت الوحيد الذي تحدي العالم قائلا ( من يبكتني علي خطية )) ( يو 8: 46 ) أنت القوي الوحيد الذي استطعت أن تنتصر علي الشيطان و تقول (( رئيس هذا العالم يأتي . و ليس له في شئ )) (يو 14:3) . ولذلك رتلوا لك في سفر الرؤيا قائلين (لأنك أنت القدوس ))
((رؤ 14:3) . أنت الوحيد القوي في قداسته ، الذي هو (( قدوس بلا شر و لا دنس ، قد انفصل عن الخطاة ، و صار أعلي من السموات )) (( عب 7: 26 )) . وقد برهنت يا رب في معجزاتك علي قوة عجيبة ، حتي (( عملت أعمالاً لم يعملها أحد غيرك )) ((يو 15: 24) . أظهرت قوتك علي الطبيعة . فانتهرت الرياح و البحر و الأمواج ، ومشيت فوق أمواج البحر . أنت الذي غني لك داود قائلاً ((أنت متسلط علي كبرياء البحر . عند ارتفاع لججه ، أنت تسكنها (( مز 89: 9) . لك القوة و المجد .. و أظهرت قوتك علي المرض و الموت : فكنت تشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب ، و بخاصة الأمراض التي استعصت علي الكل مثل شفاء العميان ، و تطهير البرص ، و إبراء البرص المرأة النازفة
، و المقعد الذي أستمر 38 سنه في مرضه و المفلوج الذي أنزلوه من السقف و صاحب اليد اليابسة . و أنت الذي أقمت الموتى ، حتي الذي بقي له أربعة أيام في القبر و قيل انه قد أنتن .. و أظهرت قوتك علي الخلق : كما حدث في معجزة إطعام الآلاف من خمس خبزات و سمكتين ، و في معجزة تحويل الماء إلي خمر إذ خلقت مادة جديدة غير عنصري الماء . وكما حدث ذلك أيضاً في خلق عينين للمولود أعمي . و أظهرت قوتك علي الشياطين فكانت الشياطين تخرج من كثيرين و هي صارخة تقول أنت هو المسيح ابن الله … و كنت تنتهر الشيطان فيذهب و لا يستطيع أن يرد . لا نستطيع أن نحصي معجزاتك . و تكتفي من جهتها بقول يوحنا الحبيب عنها (( و أشياء كثيرة صنعها يسوع . أن كنت و احدة فواحدة فلست أظن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة ))(( يو 21: 25) . هذه مظاهر كثيرة لقوة الرب في معجزات . هو
الأحد، 17 أبريل 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق